كمواطن مغربي بدأ
يهتم بالحراك السياسي مؤخراً، كالأغلبية الساحقة من الشباب، طرح موقف حزب
الاستقلال في الايام الماضية القليلة عدة اسئلة، و من ابرزها: لماذا الآن؟ و
ليس قبل سنوات، عندما كان يتربع على رأس الحكومة؟!
هذا السؤال
الاستنكاري يقبل اكثر من جواب و اكثر من قراءة واحدة، و ارجوا من القارئ
الكريم سعة الصدر لاستماع لقراءة مواطن يعرف عن السياسة كلمات قليلة و
مفاهيم أقل.
اعتقد ان بمحاولة حزب السيد شباط الانسحاب من زمرة
الحكومة انما يؤكد نظرية راودتني عندما اعتلى حزب العدالة و التنمية جبل
الحكومة بالمغرب: إبّان الربيع العربي، عرف النضام المغربي ضغطاً كبيراً،
الشيء الذي لا يستطيع أحداً انكاره، كان من مظاهره اعادة صياغة الدستور. و
بما أن في مصر و تونس على السواء صعدت للواجهة احزاب ذات خلفية اسلامية،
قرر المغرب و بقراءة فذة لنسيم الربيع الزاحف فترك العدالة و التنمية
الوصول الى قمرة قيادة "سبوتنيك" ،الطائرة التي تمثل المغرب على حد قول
مجموعة غنائية مغربية. و بهذا الوصول الفريد من نوعه في المغرب، استطاعوا
ضرب عصفورين بحجر واحد:
ـ العصفور الاول: إعطاء الشعب حكومة مثل حكومات الدول السابقة الذكر و التي قامت بثورة و ذلك لنقص الضغط و انجاح "الاستثناء".
ـ
العصفور الثاني: بطاقة بدون عودة للاسلاميين في المغرب، حيث ان المؤشرات
كانت تؤكد ان المغرب سيعرف ازمة اقتصادية عميقة في بلادنا السعيدة رغم
التخدير الاعلامي الذي يروج الى ان "العام زين"، و هكذا عند ذكر الحزب
الاسلامي تتكون عن تلة من المواطنين، و في لا شعورهم، صورة رعيبة مقرونة
بوعود عقيمة متوجة باخفاق غير مسبوق، رغم في نظري لا يد له في ذلك.
و الآن،و بهذه الخطوة من حزب الاستقلال، كانه يلوح بيده الى السماء و يقول انا بريء من اخفاق حزب السيد عبد الاله بن كيران.
قد
يكون هذا السيناريو بعيداً كل البعد عن الواقع، فربما كان احد الاصدقاء
محقاً عندما قال :" في المغرب لا يوجد الفعل، بل رد الفعل فقط"