الاثنين، يناير 30، 2012

الفساد الإقتصادي بالمغرب

يتمتع المغرب بواجهتين بحريتين و الاف  الكلومترات من السواحل الغنية بالأسماك، أراض فلاحية خصبة و وفرة في المياه العذبة السطحية و الجوفية و كذا موارد معدنية من فوسفاط، ذهب، فضة، نحاس... دون الحديث عن موقعه الاسترايجي و الموارد البشرية المتميزة من عمال و حرفيين و أطر.
لكن بلدي عليل، به شباب عاطل و متقاعدين يحرقون أجسادهم، به نساء يلدن فوق العربات و أمام أبواب المستوصفات، به أطفال يتسولون في الطرقات و فتيات يبعن أغلى ما يملكن من أجل إعالة أسرهن.
تجاوز هذه التناقضات رهين أولا بالإستغلال العادل لموارد العمومية بعيداً عن الفساد الاقتصادي و تانياً بصرفها حسب الأولويات.  
يرتبط وجود الفساد الإقتصادي بتحالف السلطة و المال بدوافع مادية (التربُّح من خصخصة الممتلكات الوطنية، حقوق استغلال امتيازات وطنية، تفويض صفقات) أو حوافز معنوية (قرابة، صداقة).

و تتجلى أهم مظاهر الفساد الاقتصادي في :

١.اقتصاد الريع و استغلال النفود من قبل كبار الرتب (بالجيش و الدرك و الشرطة ) و الموظفين السامين
- إستغلال المؤمورين في اعمال خاصة ؛ حراسة المنزل، توصيل الأبناء و العائلة، العمل في المزارع و الأوراش
- اعادة بيع المؤن: طعام، بنزين، معدات
- اقتصاد الريع: مؤذونيات مقالع الرمال و الأحجار، مؤذونيات الصيد في أعالي البحار...
- رشاوى مقابل غض النظر عن جرائم (سلب اموال عامة ، استحواذ على مِلك الغير) أو مقابل تسهيل تجارة غير مشروعة(المخدرات، السلع المهربة...)

٢. بعض الحاشية و المقربين من القصر
- عائدات مقابل منح بعض الامتيازات ( مأذونيات سيارات الأجرة بفئتيهما ، مؤذونيات النقل المزدوج، مؤذونيات النقل الطرقي، مؤذونيات القنص، رخص بيع الخمور)
- ممتلكات مسترجعة بعد خروج الاستعمار الفرنسي و الإسباني

للحديث بقية، في تدوينات قادمة سأحاول التطرق لبعض الفروع، و أعدكم بالتحدث على مواضيع أخرى تخص الشأن المغربي و العربي، إلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، و لا تنسوا الإشتراك في المدونة.

هناك تعليقان (2):

  1. موضوع رائع يستحق التنويه لرصده لتجليات الفساد في مجتمعنا المعاصر في مقاربة واقعية، ومنطقية و جريئة في زمن كثر فيه قمع الأقلام الحرة و شراء الاصوات المنادية بمحاربة الفساد. سننتظر على أحر من الجمر تفاصيل الفروع المتعلقة بالفساد الاقتصادي و الحلول الممكن اتخادها لمحاربة هذا الڤيروس الذي التهم و دمر جميع مكونات مجتمعنا حتى النخاع.

    نبيل الخنتوري

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على الإطراء أخي نبيل و إن شاء الله أكون عند حسن ظن القراء، و لا تبخلوا علي بملاحظاتكم

      حذف